قال تعالى: ﴿﴾ [الحجرات]
وقال ﷺ: «لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ على بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المسْلِمُ أخُو المسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسْلِمَ، كُلُّ المسْلِمِ على المسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ.» صحيح مسلم ٢٥٦٤
يأمر النبي ﷺ أن نكون عباد الله إخوانا، ونأخذ بأسباب كل ما يوصلنا لمثل هذا من المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير مع صفاء القلب والنصيحة بكل حال.
«المسلم أخو المسلم»، أي: الأخوة الدينية، وهي أعظم من الأخوة الحقيقية؛ لأن ثمرة هذه دنيوية وثمرة تلك أخروية، لا يظلمه «ولا يخذله»، أي: ولا يترك إعانته ونصره، «ولا يحقره»، أي: لا يستصغر شأنه ويضع من قدره؛ فالاحتقار ناشئ عن الكبر فهو بذلك يحتقر غيره ويراه بعين النقص، ولا يراه أهلا لأن يقوم بحقه.
«التقوى هاهنا» التقوى هي اجتناب عذاب الله بفعل المأمور وترك المحظور، وأشار ﷺ بيده إلى صدره ثلاث مرات، أي: محل مادتها من الخوف الحاصل عليها القلب، الذي هو عند الصدر.
«بِحسْبِ امْرئٍ»، أي: يكفي الإنسان من الشر؛ وذلك لعظمه في الشر، كاف له عن اكتساب آخر؛ أن يحقر أخاه المسلم.
«لكن ينظر إلى قلوبكم»، فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى أجسام العباد؛ هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة أو سقيمة، ولا ينظر إلى الصور؛ هل هي جميلة أو ذميمة؛ كل هذا ليس بشيء عند الله، ليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب وكان عند الله أكرم.